
من المستفيد من أزمة الكورونا؟
الطبيعة هي الرابح الأكبر من أزمة الكورونا. كل شيء يعمل على منح الطبيعة فترة راحة وتجديد دون التعرض للهجوم أو الانزعاج. انطوى البشر وتوقفت المصانع وتوقفت معها الآلات والمحركات وهدأ الدخان وتنفست الطبيعة٠
ومن المفارقات يكون الإنسان كذلك هو الفائز في هذه الأزمة. يستعيد الإنسان واقعه كإنسان ويواجه ضعفه ويسأل إنسانيته ويستدرك أمورا ويجدد أخرى ويبدع وهو يواجه التحديات.
حتى لو كان الفيروس للوهلة الأولى مهددًا لحياة ومعاش الإنسان، فإنه يوفر فرصة أمام الإنسان لاكتساب الخبرات التي إذا تم استغلالها ستعود إليه بنفع كثير.
في مثل هذه الحالة يعيد الإنسان التفكير في وجوده وفي أنماط عيشه وحياته واستهلاكه وفي علاقاته واجتماعيته وعلاقاته مع الكائنات الأخرى.
يضطر الناس بغض النظر عن وضعهم إلى اختبار الضعف البشري والاحتراق بناره. يعيش الإنسان قليلا من الخوف والتوتر والمحن والضعف التي يعيشها بشكل دائم أطفال ونساء ورجال، على وقع الحروب ومجبرين على المنفى والتقلب بين الحياة والموت وما إلى ذلك. هل سيكون لديه الحكمة لإعادة التفكير في أفعاله في مثل هذا السياق ومراجعتها؟ وإن كان كذلك سيكون هذا مكسبا كبيرا للبشرية٠
يحاول الإنسان في الحجر استعادة إنسانيته بشكل مختلف، لتجديد حياته العائلية وتجديد أدواره كرب أسرة ومعلم، وجزء من مجتمع صغير. يضطر إلى تجديد التواصل العائلي والاستمتاع بالدفء العائلي وببهجة الحياة الأسرية وبطعم الحياة الأسرية واللعب مع الأسرة والنشاط مع الأسرة ودعم الأسرة والاكتشاف والإبداع مع الأسرة.
تضطر الأسرة إلى استئناف أدوارها واستعادة قوتها.
يختبر المجتمع في هذا السياق كرمه وإيثاره وتضامنه.
في مثل هذا السياق يختبر البشر قدرتهم على الحكم في الأزمات وإدارة الأزمة.
يختبر البشر عبقرياتهم ومعرفتهم ويطورون تقنياتهم لمحاربة الفيروس.
أكبر مكسب يتلخص في مجمل ما يتحصل عليه الإنسان من دروس وعبر وخبرات تعود إليه نفعا.
المكسب الكبير هو عندما يستعيد البشر قيمة النظافة ويعودون إلى ممارسات النظافة الجيدة.
مرة أخرى يجب على البشر أن يدركوا الأشياء ويتوقفوا عن إلحاق الأذى بغيرهم وبيئتهم وأن يوقفوا الحروب وجميع الأعمال المدمرة. يجب أن يواظب الإنسان على التقدم دون إلحاق الأذى بالإنسانية والطبيعة.
تفقد الحياة الاجتماعية بأشكالها المعروفة، إيقاعها، لكنها لا يمكن أن تختفي لأن الإنسان بطبعه أليف وحيوان اجتماعي لا يمكنه العيش بدون مجتمع، لكنه مدعو للتوفيق بين متطلبات الابتعاد والحاجة إلى الرابطة الاجتماعية.
في سياق الأزمة هذا، سيعيش البشر هذه التجربة وسيبدؤون عملية التكيف مع الكثير من الضغط والتوتر والانزعاج ولكنهم سيتغلبون عليها بسرعة باستخدام عبقرياتهم وإيثارهم وخاصة ذكائهم العاطفي
٠ د٠ إبراهيم ابن يوسف